** خجلا نعاني **

خجلاً نعاني

هذه قصيدة أعجبت بها .. فأحببت نقلها اليكم ..

خجلاً نعاني من زمان
ألماً نعاني من خريف العمر
في هذا المكان
سغب يلف الأرض
يأتيها بما لا تشتهي
شعب يئن وينتهي
جيل مضى وتليه
أجيال كئيبة
بأكفها تلك النحيلة
وأنين أقدام ضناها
السير عبر الشوك
والحرب الرهيبة
* * *
خجل يلف الذات
ينهيها كشمع ضاء
في حفل بهيج
شمع تضاءل ثم ذاب
ونعود في حال اغتراب
والشمس يحجبها الضباب
والبحر يسخر بالمصاب
والموت يكمنْ إن دنا النوتي
من قاع البحار
فإلى متى يا أيها النوتي
يبقى البحر مفتونا
بألعاب القمار
هل في المدائن مرفأ
يأوي إليه
هل في المدائن خيمة
تحنو عليه
وإلى متى سيظل مشدوداً
بحال لا يباح القول فيه
وإلى متى الإبحار دون
شواطئ ومرافئ
* * *
الشمس تدنو للمغيب
والذئب ينتهك الحمى
والكل يبحث عن مجيب
أين المجير ……؟
وقوافل الموتى تئن وتستجير
أين الضمير ……؟
والمترفون تحصنوا ……
بمباهج ومرافئ
نبذوا شعارات الأنين
نبذوا نداءات الضمير
يا أيها الأعراب مهلاً
إن بدا دهر يسير
عكس ما يملي الضمير
عكس ما شاء القدير
لا تلم عالي المقام
أو بذاءات اللئام
إنما الناس نيام
هكذا الناس تعاني
من تفاهات وحرمان وأشجان
تعاني
من ظلام الليل يأتيها
وقطاع الطريق
أصبح الناس كقطعان تحاصر
لا تعي ماذا يدور
لا تعي كل الأمور
سلم الناس بصمت
بعد أن خاب المعين
بعد أن خان الأمين
إنه ليل بهيم
إنه قبح مديم
* * *
سوف أروي قصة للسامعين
سوف أروي ما جرى للناشئين
كان في الحي غني يمتلك
طاحونة كبرى بها
نوق تدور
طيلة العمر تدور
لا تعي شيئا وما زالت تدور
منذ أن كانت صغيرة
ملها الدهر وما زالت
تدور
لم تذق طعم الهنا
بعد جهد وانفصام
قال للنوق اعذريني
واصفحي عما بدا مني
فإن الله قد أثنى عليكن
وأعلى الشأن فيكن
ثناء مستديم
ردت النوق بحزن مستكين
أيها الرب الكريم
سوف ننسى ما جرى
سوف ننسى غير من
أمرته يوماً علينا
كيف نحن النوق
خلف الصف نمشي
طيلة العمر وقد
شُد الحصار
كيف نحن النوق
نمشي طيلة العمر
ورا هذا الحمار
كيف بالنوق التي
عزت على مر العصور
أصبحت في حال بؤس
واندثار
كيف بالنوق التي قد شرفت
تحيا بذل واحتقار
* * *
أيها الصمت سلام
أنت عّداء طموح
أنت أيقظت الليالي
أنت عملاق جموح
أنت يا صمت
ستبقى ملهماً للشعر
في دنيا العرب
أنت يا صمت
ستبقى خيبة للعرب
في دنيا الصخب
صخب …صخب
والنار تحرق موطناً
والبغي يهدمْ حولنا
ما كان في لمح البصر
هل من نصير أو مجير
أيها الوطن الخجول
ماذا يدور بكهفنا
هذا الكبير
نحن ما زلنا نعاني
طالما البعض على
ريش الحرير
والبقايا لفها سوء المصير
أصبحت أحلامها
رعب و أحزان ترى
هذي السفينة
بين أمواج عتية
بينما قبطانها حامي الحمية
و البقايا يلثمون الأرض
إن مرت بهم تلك القوافل
يرهنون العرض إن
لاحت لهم تلك الفضائل
يا إلهي – أين بأسك
يا إلهي – أين بطشك
قد طغى القوم وجاروا
أصبحت أوطاننا صرعى
بهذا القول
صرعى بالذي يجري
وذل للذي العميان
تهديه ….. الطريق
* * *
سوف يخبو النفط يوما
سوف يأتي العجز قسرا
وصديق العمر سيرحل
و البقايا جيفة
و الأرض فيها البوم ينعق
* * *
يا صديق العمر هانت
عشرة العمر عليكا
بعدما أضحى طريق القوم
مقصورا عليكا
في ضلال عايش القوم
حياة كلها شوقا إليكا
إن دعى الداعي فهم
كالطائر المفجوع قد فر
من وكر يقيه غيلة
الأزمان حبا لحماكا
* * *
يا رفيق الدرب قد
ضاقت بنا الأحلام
و الأوهام قد مالت
ونحن كيفما مالت بنا
الأهواء و النفس نميل
* * * *
هذه الدنيا العجيبة
هذه الدنيا التي
لا يرتجى منها الأمان
هذه أعمارنا ولت سراعا
لم تر النور الذي
أحلامنا ترنو إليه
قل لنا يا منعما
ما شاء أن ينعم علينا
قل لنا يا مانعا ما شاء
من حرمانه ، نيرانه
أسقامه يوما علينا
أنت موت تزرع العالمْ
خرابا
أنت لن تغدو رحيما




الشاعر : عبد العزيز النقبي[center